إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{ثُمَّ رَدَدۡنَا لَكُمُ ٱلۡكَرَّةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَمۡدَدۡنَٰكُم بِأَمۡوَٰلٖ وَبَنِينَ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ أَكۡثَرَ نَفِيرًا} (6)

{ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكرة } أي الدولةَ والغلَبة { عَلَيْهِمْ } على الذين فعلوا بكم ما فعلوا بعد مائة سنةٍ حين تُبتم ورجعتم عما كنتم عليه من الإفساد والعلو ، قيل : هي قتلُ بُخْت نصّر واستنقاذُ بني إسرائيلَ أُساراهم وأموالَهم ورجوعُ المُلْك إليهم ، وذلك أنه لما ورِث بهمنُ بنُ إسفنديارَ المُلكَ من جدّه كشتاسفَ بنِ لهراسب ألقى الله تعالى في قلبه الشفقةَ عليهم فردّ أُساراهم إلى الشام وملّك عليهم دانيال عليه السلام فاستولَوا على من كان فيها من أتباع بُخْت نصّر ، وقيل : هي قتلُ داودَ عليه السلام لجالوت . { وأمددناكم بأموال } كثيرةٍ بعدما نُهبت أموالُكم { وَبَنِينَ } بعدما سُبيَتْ أولادُكم { وجعلناكم أَكْثَرَ نَفِيرًا } مما كنتم من قبل أو من عدوكم ، والنفيرُ مَن ينفِر مع الرجل من قومه ، وقيل : جمعُ نفرٍ وهو القومُ المجتمعون للذهاب إلى العدو كالعبيد والمبين .