معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ} (13)

{ فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة } وهي النفخة الأولى .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ} (13)

{ 13 - 18 } { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ } لما ذكر ما فعله تعالى بالمكذبين لرسله وكيف جازاهم وعجل لهم العقوبة في الدنيا وأن الله نجى الرسل وأتباعهم كان هذا مقدمة لذكر الجزاء الأخروي وتوفية الأعمال كاملة يوم القيامة . فذكر الأمور الهائلة التي تقع أمام القيامة وأن أول ذلك أنه ينفخ إسرافيل { فِي الصُّورِ } إذا تكاملت الأجساد نابتة . { نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ } فتخرج الأرواح فتدخل كل روح في جسدها فإذا الناس قيام لرب العالمين .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ} (13)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَإِذَا نُفِخَ فِي الصّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الأرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكّتَا دَكّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ } .

يقول تعالى ذكره : فإذَا نُفِخَ فِي الصّورِ إسرافيل نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ وهي النفخة الأولى ، وحُمِلَتِ الأرْضُ والجِبالُ فَدُكّتا دَكّةً وَاحِدَةً يقول : فزلزلتا زلزلة واحدة .

وكان ابن زيد يقول في ذلك ما :

حدثني به يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : وحُمِلَتِ الأرْضُ والجِبالُ فَدُكّتا دَكّةً وَاحِدَةً قال : صارت غبارا .

وقيل : فَدُكّتا وقد ذكر قبل الجبال والأرض ، وهي جماع ، ولم يقل : فدككن ، لأنه جعل الجبال كالشيء الواحد ، كما قال الشاعر :

هُمَا سَيّدَانِ يَزْعُمانِ وإنّما *** يَسُودانِنا إنْ يَسّرَتْ غَنَماهُمَا

وكما قيل : أنّ السّمَوَاتِ والأرْضَ كانَتا رَتْقا .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ} (13)

ثم ذكر تعالى أمر القيامة ، و { الصور } : القرن الذي ينفخ فيه ، قال سليمان بن أرقم : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن { الصور } فقال : «هو قرن من نور فمه أوسع من السماوات {[11283]} » ، والنفخة المشار إليها في هذه الآية ، نفخة القيامة التي للفزع ومعها يكون الصعق ، ثم نفخة البعث ، وقيل : هي نفخات ثلاثة : نفخة الفزع ونفخة الصعق ثم نفخة البعث ، والإشارة بآياتنا هذه إلى نفخة الفزع ، لأن حمل الجبال هو بعدها . وقرأ الجمهور : «نفخةٌ » بالرفع ، لما نعت صح رفعه{[11284]} ، وقرأ أبو السمال : «نفخةً واحدةً » بالنصب .


[11283]:الذي في كتب السنة الصحيحة عن عبد الله بن عمرو أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور فقال: (قرن ينفخ فيه)، هكذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/962، 193، وأخرجه الترمذي في القيامة وفي تفسير سورة الزمر، والدارمي في الرقاق، وليس فيه هذه الزيادة التي ذكرها سليمان بم أرقم، وقد ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه "تقريب التهذيب" أن سليمان بن أرقم هذا ضعيف.
[11284]:ذكر أبو حيان الأندلسي رأي ابن عطية هذا وعلق عليه بقوله: "ولو لم ينعت لصح، لأن "نفخة" مصدر محدود، ونعته ليس بنعت تخصيص، إنما هو نعت توكيد". راجع البحر المحيط (الجزء الثامن صفحة 322).