مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ} (13)

ولما ثبت ذلك شرع سبحانه في تفاصيل أحوال القيامة فذكر أولا مقدماتها . فقال :

{ فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة } وفيه مسائل :

المسألة الأولى : قرئ { نفخة } بالرفع والنصب ، وجه الرفع أسند الفعل إليها ، وإنما حسن تذكير الفعل للفصل ، ووجه النصب أن الفعل مسند إلى الجار والمجرور ثم نصب { نفخة } على المصدر .

المسألة الثانية : المراد من هذه النفخة الواحدة هي النفخة الأولى لأن عندها يحصل خراب العالم ، فإن قيل : لم قال بعد ذلك { يومئذ تعرضون } والعرض إنما يكون عند النفخة الثانية ؟ قلنا : جعل اليوم اسما للحين الواسع الذي تقع فيه النفختان ، والصعقة والنشور ، والوقوف والحساب ، فلذلك قال : { يومئذ تعرضون } كما تقول : جئته عام كذا ، وإنما كان مجيئك في وقت واحد من أوقاته .