البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ} (13)

ولما ذكر تعالى ما فعل بمكذبي الرسل من العذاب في الدنيا ، ذكر أمر الآخرة وما يعرض فيها لأهل السعادة وأهل الشقاوة ، وبدأ بإعلام يوم القيامة فقال : { فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة } ، وهذه النفخة نفخة الفزع ، قال ابن عباس : وهي النفخة الأولى التي حصل عنها خراب العالم ، ويؤيد ذلك قوله : { وحملت الأرض والجبال } .

وقال ابن المسيب ومقاتل : هي النفخة الآخرة ، وعلى هذا لا يكون الدك بعد النفخ ، والواو لا ترتب .

وروي ذلك عن ابن عباس أيضاً ، ولما كانت مرة أكدت بقوله : { واحدة } .

وقرأ الجمهور : نفخة واحدة ، برفعهما ، ولم تلحق التاء نفخ ، لأن تأنيث النفخة مجازى ووقع الفصل .

وقال ابن عطية : لما نعت صح رفعه . انتهى .

ولو لم ينعت لصح ، لأن نفخة مصدر محدود ونعته ليس بنعت تخصيص ، إنما هو نعت توكيد .

وقرأ أبو السمال : بنصبهما ، أقام الجار والمجرور مقام الفاعل .