المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ} (13)

ثم ذكر تعالى أمر القيامة ، و { الصور } : القرن الذي ينفخ فيه ، قال سليمان بن أرقم : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن { الصور } فقال : «هو قرن من نور فمه أوسع من السماوات {[11283]} » ، والنفخة المشار إليها في هذه الآية ، نفخة القيامة التي للفزع ومعها يكون الصعق ، ثم نفخة البعث ، وقيل : هي نفخات ثلاثة : نفخة الفزع ونفخة الصعق ثم نفخة البعث ، والإشارة بآياتنا هذه إلى نفخة الفزع ، لأن حمل الجبال هو بعدها . وقرأ الجمهور : «نفخةٌ » بالرفع ، لما نعت صح رفعه{[11284]} ، وقرأ أبو السمال : «نفخةً واحدةً » بالنصب .


[11283]:الذي في كتب السنة الصحيحة عن عبد الله بن عمرو أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصور فقال: (قرن ينفخ فيه)، هكذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده 2/962، 193، وأخرجه الترمذي في القيامة وفي تفسير سورة الزمر، والدارمي في الرقاق، وليس فيه هذه الزيادة التي ذكرها سليمان بم أرقم، وقد ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه "تقريب التهذيب" أن سليمان بن أرقم هذا ضعيف.
[11284]:ذكر أبو حيان الأندلسي رأي ابن عطية هذا وعلق عليه بقوله: "ولو لم ينعت لصح، لأن "نفخة" مصدر محدود، ونعته ليس بنعت تخصيص، إنما هو نعت توكيد". راجع البحر المحيط (الجزء الثامن صفحة 322).