الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ} (13)

أسند الفعل إلى المصدر ، وحسن تذكيره للفصل . وقرأ أبو السمال «نفخة واحدة » بالنصب مسنداً للفعل إلى الجار والمجرور .

فإن قلت : هما نفختان ، فلم قيل : واحدة ؟ قلت معناه أنها لا تثني في وقتها .

فإن قلت : فأي النفختين هي ؟ قلت الأولى لأن عندها فساد العالم ، وهكذا الرواية عن ابن عباس . وقد روى عنه أنها الثانية .

فإن قلت : أما قال بعد ، { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ } والعرض إنما هو عند النفخة الثانية ؟ قلت : جعل اليوم إسماً للحين الواسع الذي تقع فيه النفختان والصعقة والنشور والوقوف والحساب ، فلذلك قيل : { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ } كما تقول : جئته عام كذا ؛ وإنما كان مجيئك في وقت واحد من أوقاته .