نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ} (13)

ولما ذكر القيامة وهول أمرها بالتعبير بالحاقة وغيرها ، ودل على قدرته عليها وعلى حكمته بقصص من ذكر على{[67959]} الوجه الذي مر إلى أن ختم بالذين كانت قصتهم أشبه تلك{[67960]} القصص بالقيامة من حيث أن أمر الله فيها عم أهل الأرض وفي زمن يسير ، وكان الناجون منها بالنسبة إلى المهلكين كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود ، سبب عن جميع ما مضى قوله شرحاً لأمرها : { فإذا نفخ } وبنى الفعل للمجهول دلالة على هوان{[67961]} ذلك {[67962]}عليه وأنه{[67963]} ما تأثر عنه لا يتوقف على نافخ معين{[67964]} بل من أقامه {[67965]}من جنده لذلك{[67966]} تأثر عنه ما يريده وذكره وإن كان المسند إليه مؤنثاً {[67967]}للفصل ولكونه غير حقيقي التأنيث{[67968]} وللدلالة على قوة{[67969]} النفخ { في الصور } أي القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام كأنه عبر عنه{[67970]} به دون القرن مثلاً لأنه يتأثر عنه تارة إعدام الصور وتارة إيجادها وردها إلى أشكالها سعة فمه{[67971]} كما بين السماء والأرض ، وأسند الفعل إلى المصدر ليفيده بادىء بدء لا ليؤكده وإن كان التأكيد يفهم منه وهو غير مقصود بالذات فقال : { نفخة } ولما دل بالفعلة على الواحدة ، أكده دلالة على عظيم قدرته وحقارة الأشياء عنده بقوله : { واحدة * } أي فهلك الخلائق كلهم ، هكذا قالوا إن هذه النفخة هي الأولى ، قالوا : وعندها خراب العالم ، وظاهر السياق أنها الثانية التي بها البعث ، وخراب ما ذكر بعد قيامهم أنسب لأنه لهم أهيب ، وكونها الثانية إحدى{[67972]} الروايتين عن ابن عباس رضي الله عنهما .


[67959]:- زيد من ظ وم.
[67960]:- من ظ وم، وفي الأصل: بتلك.
[67961]:- من ظ وم، وفي الأصل: هول.
[67962]:- من ظ وم، وفي الأصل: اليوم وإن.
[67963]:- من ظ وم، وفي الأصل: اليوم وإن.
[67964]:- زيد من ظ وم.
[67965]:- من ظ وم، وفي الأصل: بحسده كذلك.
[67966]:- من ظ وم، وفي الأصل: بحسده كذلك.
[67967]:- من ظ وم، وفي الأصل: مويدا.
[67968]:- زيد من ظ وم.
[67969]:- زيد من ظ وم.
[67970]:- زيد من ظ وم.
[67971]:- من ظ وم، وفي الأصل: فيها.
[67972]:- من ظ وم، وفي الأصل: أحد.