معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ} (84)

قوله تعالى : { واجعل لي لسان صدق في الآخرين } أي : ثناء حسناً ، وذكراً جميلاً ، وقبولاً عاماً في الأمم التي تجيء بعدي ، فأعطاه الله ذلك ، فجعل كل أهل الأديان يتولونه ويثنون عليه . قال القتيبي : وضع اللسان موضع القول على الاستعارة لأن القول يكون به .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ} (84)

{ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ } أي : اجعل لي ثناء صدق ، مستمر إلى آخر الدهر . فاستجاب الله دعاءه ، فوهب له من العلم والحكم ، ما كان به من أفضل المرسلين ، وألحقه بإخوانه المرسلين ، وجعله محبوبا مقبولا معظما مثنًى عليه ، في جميع الملل ، في كل الأوقات .

قال تعالى : { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ } .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ} (84)

{ واجعل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخرين } أى : واجعل لى ذكرا حسنا ، وسمعة طيبة ، وأثرا كريما فى الأمم الأخرى التى ستأتى من بعدى .

وقد أجاب - سبحانه - له هذه الدعوة ، فجعل أثره خالداً ، وجعل من ذريته الأنبياء والصالحين ، وعلى رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ} (84)

و » لسان الصدق «في الآخرين هو الثناء وخلد المكانة بإجماع من المفسرين ، وكذلك أجاب الله دعوته ، فكل ملة تتمسك به وتعظمه هو على الحنيفية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم ، قال مكي وقيل معنى سؤاله أن يكون من ذريته في آخر الزمان من يقوم بالحق فأجيبت الدعوة في محمد صلى الله عليه وسلم .

قال القاضي أبو محمد : وهذا معنى حسن إلا أن لفظ الآية لا يعطيه إلا بتحكم على اللفظ .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ} (84)

واللسان مراد به الكلام من إطلاق اسم الآلة على ما يتقوم بها . واللام في قوله : { لي } تقتضي أن الذكر الحسن لأجله فهو ذكره بخير . وإضافة { لسان } إلى { صدق } من إضافة الموصوف إلى الصفة ، ففيه مبالغة الوصف بالمصدر ، أي لساناً صادقاً .

والصدق هنا كناية عن المحبوب المرغوب فيه لأنه يرغب في تحققه ووقوعه في نفس الأمر . وسأل أن يكون من المستحقين الجنة خالداً فاستعير اسم الورثة إلى أهل الاستحقاق لأن الوارث ينتقل إليه ملك الشيء الموروث بمجرد موت المالك السابق . ولما لم يكن للجنة مالكون تعين أن يكون الوارثون المستحقين من وقت تبَوُّؤ أهل الجنة الجنة ، قال تعالى : { أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون } [ المؤمنون : 10 ، 11 ] .