السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ} (84)

ثم إنه عليه السلام طلب زيادة في الآخرة بقوله : { واجعل لي لسان صدق } أي : ذكراً جميلاً وقبولاً عاماً وثناءً حسناً بما أظهرت من خصال الخير { في الآخرين } أي : من الناس الذين يوجدون بعدي إلى يوم الدين لأكون للمتقين إماماً ، فيكون لي مثل أجورهم ، فإنّ من سنّ سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، قال ابن عباس : أعطاه الله تعالى بقوله : { وتركنا عليه في الآخرين } ( الصافات : 78 )

أنّ أهل الإيمان يتولونه ويثنون عليه وقد جعله الله شجرة مباركة فرع منها الأنبياء الذين أحيا الله تعالى بهم ذكره الذي من أعظمه ما كان على لسان أعظمهم النبيّ الأميّ صلى الله عليه وسلم من قوله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إلى آخره .