فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ} (84)

{ واجعل لّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخرين } أي اجعل لي ثناء حسناً في الآخرين الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة . قال القتيبي : وضع اللسان موضع القول على الاستعارة ، لأن القول يكون به ، وقد تكنى العرب بها عن الكلمة ، ومنه قول الأعشى :

* إني أتتني لسان لا أسرّ بها *

وقد أعطى الله سبحانه إبراهيم ذلك بقوله : { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين } [ الصافات : 108 ] فإن كل أمة تتمسك به وتعظمه . وقال مكي : قيل معنى سؤاله : أن يكون من ذريته في آخر الزمان من يقوم بالحق ، فأجيبت دعوته في محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا وجه لهذا التخصيص . وقال القشيري : أراد الدعاء الحسن إلى قيام الساعة ، ولا وجه لهذا أيضاً ، فإن لسان الصدق أعم من ذلك .

/خ104