غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ} (84)

69

ثم طلب الذكر الجميل بقوله { واجعل لي لسان صدق } والإضافة فيه كقوله { قدم صدق } [ يونس : 2 ] وقال ابن عباس : وقد أعطاه الله ذلك لقوله { وتركنا عليه في الآخرين } [ الصافات : 78 ] ولهذا اتفق أهل الأديان قاطبة على حبه وادعاء متابعته . ومدح الكافر ليس مقصوداً لذاته من حيث هو كافر وإنما المقصود أن يكون ممدوح كل إنسان ومحموداً بكل لسان . وفائدة الثناء على الشخص بعد وفاته هو انصراف الهمم إلى ما به يحصل له عند الله زلفى وقد يصبر ذلك المدح داعياً للمادح أو لمن يسمعه إلى اكتساب مثل تلك الفضائل . وقيل : سأل ربه أن يجعل من ذريته في آخر الزمان من يكون داعياً إلى ملته وهو محمد صلى الله عليه وسلم .

/خ122