فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ} (84)

{ واجعل لي لسان صدق في الآخرين } هو : اجتماع الأمم عليه ، وعن مجاهد : الثناء الحسن ، وعن ابن عطية : الثناء وخلود المكانة ، بإجماع المفسرين ، وكذلك أجاب الله دعوته ، وكل أمة تتمسك به وتعظمه ، وهو على الحنيفية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم ، وليس أحد يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم إلا وهو يصلي على إبراهيم وخاصة في الصلوات ، روى أشهب عن مالك قال : قال الله عز وجل : { واجعل لي لسان صدق في الآخرين } لا بأس أن يحب الرجل أن يثني عليه صالحا ويرى في عمل الصالحين ، إذا قصد به وجه الله تعالى ، وقد قال الله تعالى : ) . . وألقيت عليك محبة مني . . ( {[2701]}وقال : )إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا( {[2702]} أي حبا في قلوب عباده وثناء حسنا ، فنبه بقوله : { واجعل لي لسان صدق في الآخرين } على استحباب اكتساب ما يورث الذكر الجميل . أهـ .


[2701]:سورة طه. من الآية 39.
[2702]:سورة مريم. الآية 96.