اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٖ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ} (84)

قوله : { واجعل لِِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخرين } . أي : ثناء حسناً ، وذكراً جميلاً ، وقبولاً عاماً في الأمم التي تجيء بعدي . قال ابن عباس : أعطاه الله بقوله : { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين }{[37402]} [ الصافات : 108 ] فأهل الأديان يتولونه ويثنون عليه .

قال القتيبي : وضع اللسان موضع القول على الاستعارة ، لأن القول يكون به{[37403]} .

وقيل : المراد منه : أن يجعل في ذريته في آخر الزمان من يكون داعياً إلى الله تعالى وذلك هو محمد - عليه السلام{[37404]} - فالمراد من قوله : { واجعل لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخرين } بعثة محمد{[37405]} - صلى الله عليه وسلم{[37406]} - .


[37402]:[الصافات: 108]، وتكررت في نفس السورة الآية (78، 129) وانظر الفخر الرازي 24/149.
[37403]:انظر القرطبي 13/113.
[37404]:في ب: صلى الله عليه وسلم.
[37405]:في ب: محمداً، وهو تحريف.
[37406]:انظر الفخر الرازي 24/149.