وقوله - تعالى - : { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } بدل من الناصية ، وجاز إبدال النكرة من المعرفة ، لأن النكرة قد وصفت ، فاستقلت بالفائدة .
وخاطئة : اسم فاعل من خطئ فلان - كعلم - فهو خاطئ وهو الذى يأتى الذنب متعمدا ، ووصفت الناصية بأنها خاطئة مبالغة فى تعمد هذا الإِنسان الارتكاب المنكر ، على حد قولهم : نهار صائم ، أي : صائم صاحبه ، ولأن الناصية هى مظهر الغرور والكبرياء .
أى : لئن لم ينته هذا الفاجر المغرور عن كفره . . لنذلنه إذلالا شديدا . . ولنسحبنه إلى النار من ناصيته التى طالما كذبت بالحق ، وتعمدت ارتكاب المنكر
و { ناصية } بدل من الناصية وتنكيرها لاعتبار الجنس ، أي هي من جنس ناصية كاذبة خاطئة .
و { خاطئة } اسم فاعل من خَطِىء من باب عَلِم ، إذا فعل خطيئَة ، أيْ ذنْباً ، ووصفُ الناصية بالكاذبة والخاطئة مجاز عقلي . والمراد : كاذب صاحبُها خاطِىء صاحبها ، أي آثم . ومُحَسِّن هذا المجازَ أنّ فيه تخييلاً بأن الكذب والخِطءَ بَاديان من ناصيته فكانت الناصية جديرة بالسفع .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ثم أخبر عنه أنه فاجر ، فقال :{ ناصية كاذبة خاطئة } يقول : إنما يجره الملك على وجهه في النار من خطيئته . ...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
ووصف الناصية بالكذب والخطيئة ، والمعنى لصاحبها . ...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
ووصفها بالكذب والخطأ على الإسناد المجازي . وهما في الحقيقة لصاحبها . وفيه من الحسن والجزالة ما ليس في قولك : ناصية كاذب خاطئ . ...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ ناصية } أي عظيمة القبح { كاذبة } أي متعمدة للكذب { خاطئة } فهي صادرة عنها الذنب من الكذب وغيره من غير تعمد ، فأغلب أحوالها على غير صواب تارة عن عمد وتارة عن غير عمد ، وما ذاك إلا لسوء جبلة صاحبها حتى كاد لا يصدر عنه فعل سديد ...
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :
وصف الناصية بما ذكر مع أنه صفة صاحبها للمبالغة حيث يدل على وصفه بالكذب والخطأ بطريق الأولى ويفيد أنه لشدة كذبه وخطئه كأن كل جزء من أجزائه يكذب ويخطأ وهو كقوله تعالى { تصف ألسنتهم الكذب } [ النحل : 62 ] ....
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
«الناصية » تستعمل لمقدمة رأس الأفراد ، وللجزء النفيس من الشيء كأن نقول «ناصية البيت » . ووصف الناصية بأنّها «كاذبة خاطئة » يعني أنّ صاحبها كاذب في أقواله وخاطئ في أعماله ، كما كان أبو جهل . ولقد وردت بعض الرّوايات الصحيحة بأنّ السّورة عدا المقطع الأوّل منها قد نزلت في أبي جهل إذ مرّ برسول اللّه( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو يصلي عند المقام فقال ( يا محمّد ألم أنهك عن هذا ؟ وتوعده فأغلظ له رسول اللّه وانتهره . . . ) ....
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.