تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ} (16)

الآيتان 15و16 : وقوله تعالى : { كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية } { ناصية كاذبة خاطئة } أي حقا لئن لم ينته عن صنيعه الذي يصنع برسول الله لنسفعن{[23877]} { بالناصية } { ناصية } أي لنأخذن بالناصية ، كأنه عبارة عن الأخذ الشديد والجر الشديد على الناصية .

ثم يحتمل أن يكون ذلك الوعيد له في الدنيا أنه / 647 ب/ لو لم ينته عما ذكر .

فإن كان في الدنيا فيكون السفع كناية عن العذاب أي لنعذبن . وقيل : قد أخذ بناصيته يوم بدر ، فألقي بين يدي رسول الله قتيلا ، وإن كان في الآخرة فهو عن حقيقة أخذ الناصية كقوله تعالى : { ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما } ( الإسراء : 97 ) وقوله : { يوم يسحبون في النار على وجوههم } ( القمر : 48 ) .

وقال أهل العربية { لنسفعا بالناصية } أي نقبض ، وسفعت ناصيته ، أي قبضت ، ويقال : سفعه بالعصا ، أي ضربه ، ويقال : اسفع بيده ، أي خذ بيده .

وقوله تعالى : { كاذبة خاطئة } يحتمل ما ذكر من قوله : { كاذبة خاطئة } ( أن يكون ){[23878]} كناية عن النفس ، ويحتمل أن يكون كناية عن الناصية التي تقدم ذكرها .


[23877]:انظر معجم القراءات القرآنية ج 8/8
[23878]:ساقطة من الأصل وم