قوله : { نَاصِيَةٍ } بدل من «النَّاصية » ، بدل نكرة من معرفة .
قال الزمخشريُّ{[60558]} : «وجاز بدلها عن المعرفة ، وهي نكرة ، لأنها وصفت ، فاستقلت بفائدة » .
قال شهاب الدِّين{[60559]} : وهذا مذهب الكوفيين ، لا يجيزون إبدال نكرة من غيرها إلا بشرط وصفها ، وكونها بلفظ الأول ، ومذهب البصريين : لا يشترط بشيءٍ ؛ وأنشدوا : [ الوافر ]
5259- فَلاَ وأبِيكَ خَيْرٌ مِنْكَ إنِّي*** ليُؤذِينِي التَّحَمحُمُ والصَّهِيلُ{[60560]}
وقرأ أبو حيوة ، وابن أبي عبلة{[60561]} ، وزيد بن علي : بنصب «ناصِية كَاذِبَة خَاطِئة » على الشتم .
وقرأ الكسائي في رواية{[60562]} : بالرفع ، على إضمار : هي ناصية ، ونسب الكذب والخطأ إليها مجازاً . والألف واللام في «الناصية » قيل : عوض من الإضافة ، أي : بناصيته .
وقيل : الضمير محذوف ، أي : الناصية منه .
والمعنى : لنأخذنّ بناصية أبي جهل «كاذبة » في قولها ، «خاطئة » في فعلها ، والخاطئ معاقب مأخوذ ، والمخطئ غير مأخوذ ، ووصفت الناصية بأنها خاطئة كوصف الوجوه بالنظر في قوله { إلى ربها ناظرة } ، وقيل : إن صاحبها كاذب خاطئ ، كما يقال : ليل قائم ونهار صائم ، أي صائم في النهار وقائم في الليل ، وإنما وصف الناصية بالكاذبة ، لأنه كان كاذباً على الله تعالى في أنه لم يرسل محمداً صلى الله عليه وسلم ، وكاذباً على رسوله صلى الله عليه وسلم في أنه ساحر ، وكاذب أنه ليس بنبي ؛ لأن صاحبها يتمرد على الله تعالى ، كما قال تعالى : { لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الخاطئون } [ الحاقة : 37 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.