محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ} (16)

وقوله تعالى : { ناصية كاذبة خاطئة } بدل من ( الناصية ) ولم يقتصر على إحدى الجملتين ؛ لأن ذكر الأولى للتنصيص على أنها ناصية الناهي ، والثانية لتوصف بما يدل على علة السفع وشموله لكل من وجد فيه ذلك ، ووصفها بالكذب والخطأ وهما لصاحبها على الإسناد المجازي للمبالغة ؛ لأنها تدل على وصفه بالكذب بطريق الأولى ، ولأنه لشدة كذبه كان كل جزء من أجزائه يكذب ، وكذا حال الخطأ ، وهو كقوله {[7518]} { وتصف ألسنتهم الكذب } ( وجهها يصف الجمال ) والتجوز بإسناد ما لكل إلى الجزء ، كما يسند إلى الجزئي في قولهم ( بنو فلان قتلوا قتيلا ) والقاتل أحدهم .

لطيفة : قال في ( البحر ) : كتبت نون { لنسفعا } بالألف باعتبار الوقف عليها بإبدالها ألفا ، وقال السمين : الوقف على هذه النون بالألف تشبيها لها بالتنوين ، وتكتب هنا ألفا اتباعا للوقف ؛ لأن قاعدة الرسم مبنية على حال الوقف والابتداء .


[7518]:16 / النحل/ 62.