إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ} (16)

{ كَلاَّ } ردعٌ للناهي اللعينِ وخسوءٌ لَهُ ، واللامُ في قولِه تعالَى : { لئِن لمْ يَنتَهِ } موطئةٌ للقسمِ ، أي والله لئِن لَمْ ينتِه عَمَّا هُو عليهِ ولمْ ينزجرْ { لَنَسْفَعاً بالناصية } لنأخذنَّ بناصيتهِ ولنسحبنّهُ بِهَا إلى النَّارِ ، والسفعُ القبضُ على الشيءِ وجذبُه بعنفٍ وشدةٍ ، وقُرِئَ لنسفعنَّ بالنونِ المشددةِ ، وقُرِئَ لأسفعنَّ ، وكتبتهُ في المصحفِ بالألفِ عَلى حكمِ الوقفِ ، والاكتفاءُ بلامِ العهدِ عنِ الإضافةِ لظهورِ أنَّ المرادَ ناصيةُ المذكورِ { نَاصِيَةٍ كاذبة خَاطِئَةٍ } بدلٌ منَ الناصية ، ِ وإنَّما جازَ إبدالُها منَ المعرفةِ وهي نكرةٌ لوصفِها ، وقُرئَتْ بالرفعِ على هِيَ ناصيةٌ وبالنصبِ ، وكلاهُما على الذمِّ والشتمِ ، ووصفُها بالكذبِ والخطإِ على الإسنادِ المجازيِّ ، وهُمَا لصاحبها ، وفيهِ من الجزالةِ مَا ليسَ في قولِه ناصيةُ كاذبٍ خاطئ .