معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَإِن لَّمۡ تَأۡتُونِي بِهِۦ فَلَا كَيۡلَ لَكُمۡ عِندِي وَلَا تَقۡرَبُونِ} (60)

قوله تعالى : { فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي } ، أي : ليس لكم عندي طعام أكيله لكم { ولا تقربون } أي : لا تقربوا داري وبلادي بعد ذلك وهو جزم على النهي .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَإِن لَّمۡ تَأۡتُونِي بِهِۦ فَلَا كَيۡلَ لَكُمۡ عِندِي وَلَا تَقۡرَبُونِ} (60)

ثم أتبع هذا الترغيب والترهيب فقال : { فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ } .

أى : لقد رأيتم منى كل خير في لقائكم معى هذا ، وقد طلبت منكم أن تصحبوا معكم أخاكم من أبيكم في لقائكم القادم معى ، فإن لم تأتونى به معكم عند عودتكم إلى ، فإنى لن أبيعكم شيئاً مما تريدونه من الأطعمة وغيرها ، وفضلاً عن ذلك فإنى أحذركم من أن تقربوا بلادى فضلاً عن دخولها .

هذا التحذير منه - عليه السلام - لهم ، يشعر بأن إخوته قد ذكروا له بأنهم سيعودون إليه مرة أخرى ، لأن ما معهم من طعام لا يكفيهم إلا لوقت محدود من الزمان .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَإِن لَّمۡ تَأۡتُونِي بِهِۦ فَلَا كَيۡلَ لَكُمۡ عِندِي وَلَا تَقۡرَبُونِ} (60)

{ وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ } أي : وَفَّاهم كيلهم ، وحمل لهم أحمالهم قال : ائتوني بأخيكم هذا الذي ذكرتم ، لأعلم صدقكم فيما ذكرتم ، { أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنزلِينَ } يرغبهم في الرجوع إليه ، ثم رَهَّبَهم فقال : { فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ } أي : إن لم تقدموا به معكم في المرة الثانية ، فليس لكم عندي ميرة ، { وَلا تَقْرَبُونِ قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ } أي : سنحرص على مجيئه إليك بكل ممكن ولا نبقي مجهودا لتعلم صدقنا فيما قلناه .

وذكر السدي : أنه أخذ منهم رهائن حتى يقدموا به معهم . وفي هذا نظر ؛ لأنه أحسن إليهم ورغبهم كثيرا ، وهذا لحرصه{[15223]} على رجوعهم .


[15223]:- في ت : "ولهذا بحرصه" وفي أ : "ولهذا يحرضهم".

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَإِن لَّمۡ تَأۡتُونِي بِهِۦ فَلَا كَيۡلَ لَكُمۡ عِندِي وَلَا تَقۡرَبُونِ} (60)

ثم توعدهم إن لم يجيئوا بالأخ بأنه لا كيل لهم عنده في المستأنف ، وأمرهم ألا يقربوا له بلداً ولا طاعة ، و { لا تقربون } نهي لفظاً ومعنى ، ويجوز أن يكون لفظه الخبر ومعناه النهي ، وتحذف إحدى النونين كما قرىء { فبم تبشرونِ }{[1]} [ الحجر : 54 ] - بكسر النون - وهذا خبر لا غير . وخلط النحاس في هذا الموضع ؛ وقال مالك رحمه الله : هذه الآية وما يليها تقتضي أن كيل الطعام على البائع ، وكذلك هي الرواية في التولية والشركة : أنها بمنزلة البيع ، والرواية في القرض : أن الكيل على المستقرض .

وروي أنه حبس منهم شمعون رهينة حتى يجيئوه ببنيامين ، - قاله السدي - وروي : أنه لم يحبس منهم أحداً . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «كان يوسف يلقي حصاة في إناء فضة مخوص بالذهب فيطن فيقول لهم : إن هذا الإناء يخبرني أن لكم أباً شيخاً » .

قال القاضي أبو محمد : كأنها حيلة وإيهام لهم ، وروي : أن ذلك الإناء به كان يكيل الطعام إظهاراً لعزته بحسب غلائه في تلك المدة ، وروي : أن يوسف استوفى في تلك السنين أموال الناس ، ثم أملاكهم ، فمن هناك ليس لأحد في أرض مصر ومزارعها ملك . وظاهر كل ما فعله يوسف معهم أنه بوحي وأمر وإلا فكان بر يعقوب يقتضي أن يبادر إليه ويستدعيه ، لكن الله تعالى أعلمه بما يصنع ليكمل أجر يعقوب ومحنته وتتفسر الرؤيا الأولى .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟