الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{فَإِن لَّمۡ تَأۡتُونِي بِهِۦ فَلَا كَيۡلَ لَكُمۡ عِندِي وَلَا تَقۡرَبُونِ} (60)

قوله تعالى : { فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي } أي فلا أبيعكم شيئا فيما بعد ؛ لأنه قد وفاهم كيلهم في هذه الحال . { ولا تقربون } أي لا أنزلكم عندي منزلة القريب ، ولم يرد أنهم يبعدون{[9190]} منه ولا يعودون إليه ؛ لأنه على العود حثهم . قال السدي : وطلب منهم رهينة حتى يرجعوا ، فارتهن شمعون عنده ، قال الكلبي : إنما اختار شمعون منهم لأنه كان يوم الجب أجملهم قولا ، وأحسنهم رأيا . و " تقربون " في موضع جزم بالنهي ؛ فلذلك حذفت منه النون وحذفت{[9191]} الياء ؛ لأنه رأس آية ، ولو كان خبرا لكان " تقربون " بفتح النون .


[9190]:في الأصول: يبعدوا، يعودوا. ولم يظهر وجه لحذف النون.
[9191]:من ع و ك و و.