الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَإِن لَّمۡ تَأۡتُونِي بِهِۦ فَلَا كَيۡلَ لَكُمۡ عِندِي وَلَا تَقۡرَبُونِ} (60)

ثم توعَّدهم بقوله : { فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ } [ يوسف : 60 ] أي : في المستأنف ، وروي عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( كَانَ يُوسُفُ يُلْقِي حَصَاةً في إِنَاءِ فِضَّةٍ مَخُوصٍ بالذَّهَبِ فَيَطِنُّ ، فَيَقُولُ لَهُمْ : إِنَّ هَذَا الإِنَاءَ يُخْبِرُنِي أَنَّ لَكُمْ أَباً شَيْخاً ) ، ورُوِيَ أنَّ ذلك الإِناء به كان يَكِيلُ الطعامَ ، إِظهاراً لِعزَّته بحسب غَلاَئِهِ ، وروي أن يوسُفَ استوفى في تلك السنين أمْوَالَ الناسِ ، ثم أملاكَهم ، وظاهر كُلِّ ما فعله يوسُفُ معهم أنَّه بوحْيٍ وأمْرٍ ، وإِلا فَكَانَ بِرُّ يعقوب يقتضي أن يبادِرَ إِلَيْهِ ويستَدْعيه ، لكنَّ اللَّه تَعَالى أَعلمه بما يَصْنَعُ ؛ ليكمل أجْرَ يعقوب ومِحْنته ، وتتفسَّر الرؤيا الأُولى .