تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَإِن لَّمۡ تَأۡتُونِي بِهِۦ فَلَا كَيۡلَ لَكُمۡ عِندِي وَلَا تَقۡرَبُونِ} (60)

وقوله تعالى : { فلا كيل لكم عندي ولا تقربون } في ما يستقبل ؛ [ إلا أن ][ في الأصل وم : أي لا ] تأتوني ، والله أعلم .

ويحتمل قوله : { ألا ترون أني أوفي الكيل ) وجهين :

أحدهما : قال ذلك لهم : إنه يوفي الكيل ؛ لأن أهل ذلك المكان كانوا ، ينقصون ، ويخسرون الكيل في الضيق ، فقال هو : { ألا ترون أني أوفي الكيل } ولا أبخس .

والثاني : { ألا ترون أني أوفي الكيل } على غير المحاجة ، وكان يجعل لغيرهم الطعام على المحاجة لضيق الطعام ، { إني أوفي الكيل } على قدر الحاجة .

[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : { وأنا خير المنزلين } في الإحسان إليكم والتوسع عليكم ؛ لأن أهل ذلك المكان لا يحسنون إلى النازلين بهم ، ولا يوسعون عليهم لضيق الطعام .

وكأن قوله تعالى : { ألا ترون أني أوفي الكيل } مؤخر عن قوله : { فإن لم تأتون به ، فلا كيل لكم عندي ولا تقربون } كأنه { قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم } { فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون } فعند ذلك قال : { ألا ترون أني أوفي الكيل } والله أعلم .