معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

{ عذراً أو نذراً } أي للإعذار والإنذار ، وقرأ الحسن { عذراً } بضم الذال واختلف فيه عن أبي بكر عن عاصم ، وقراءة العامة بسكونها ، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص { نذراً } ساكنة الذال وقرأ الباقون بضمها ، ومن سكن قال : لأنهما في موضع مصدرين بمعنى الإنذار والإعذار ، وليسا بجمع فينقلا إلى ها هنا أقسام ذكرها على قوله

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

وقوله { عُذْراً أَوْ نُذْراً } منصوبان على أنهما بدل اشتمال من قوله { ذكرا } أو مفعول لأجله .

أى : أن الملائكة يلقون وحى الله - تعالى - إلى أنبيائه ، لإِزالة أعذار المعتذرين عن الإِيمان ، حتى لا يقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير ، ولإِنذار الكافرين والفاسقين ، حتى يقلعوا عن كفرهم وفسوقهم .

وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - { رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعْدَ الرسل } قال صاحب الكشاف : فإن قلت ما العذر والنذر ، وبماذا انتصبا ؟ قلت : هما مصدران من أعذر إذا محا الإِساءة ، ومن أنذر إذا خوف على فعل كالكفر والنكر ، ويجوز أن يكون جمع عذير ، بمعنى المعذرة ، وجمع نذير بمعنى الإِنذار . . وأما انتصابهما فعلى البدل من ذكرا . . أو على المفعول له . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

وقوله : { فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا عُذْرًا أَوْ نُذْرًا } يعني : الملائكة قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، ومسروق ، ومجاهد ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، والسّدي ، والثوري . ولا خلاف هاهنا ؛ فإنها تنزل بأمر الله على الرسل ، تفرق بين الحق والباطل ، والهدى والغيّ ، والحلال والحرام ، وتلقي إلى الرسل وحيا فيه إعذار إلى الخلق ، وإنذارٌ لهم عقابَ الله إن خالفوا أمره .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

عذرا من الله، ونذرا إلى خلقه.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

فالملقيات ذكرا إلى الرسل إعذارا من الله إلى خلقه، وإنذارا منه لهم.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{أو نذرا} أي أنذرهم، ولم يعجل في إهلاكهم، بل بيّن لهم ما يتقى ويجتنب، وما يندب إليه ويؤتى، فهذا هو الإنذار على تأويل الرياح ما ذكرنا أنها مذكرات نعم الله ونقمته، فيكون في ذلك إيجاب ذكر المنعم والمنتقم، فيكون في ذلك إعذار وإنذار، والله أعلم.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما ذكر هذه الأقسام، عللها بقوله: {عذراً أو نذراً} وهما منصوبان على الحال جمعان لعذر بمعنى المعذرة أو العاذر، والنذير بمعنى الإنذار أو المنذر، أي كانت هذه منقسمة إلى عذر إن كانت ألقت مطراً نافعاً مريئاً مريعاً غير ضار كان بعد قحط فإنه يكون كأنه اعتذار عن تلك الشدة، وإن كانت الملائكة ألقت بشائر فهي واضحة في العذر لا سيما إن كانت بعد إنذار، وإلى نذر إن كانت ألقت صواعق أو ما هو- في معناها من البرد الكبار ونحوها، وكذا الملائكة، والكل سبب لذكر الله وهو سبب لاعتذار ناس بالتوبة، وسبب لعذاب الذين يغفلون عن الشكر، ويستقبلون ذلك بالمعاصي أو ينسبون ذلك إلى الأنواء.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

العُذر: الإِعلام بقبول إيمان المؤمنين بعد الكفر، وتوبةِ التائبين بعد الذنب.

والنّذُر: اسم مصدر أنذر، إذا حَذر.