ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بقوله : { هَلْ ثُوِّبَ الكفار مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } .
والاستفهام للتقرير . وقوله : { ثوب } من التثويب والإِثابة ، أى المجازاة .
يقال : ثوب فلان فلانا وأثابه ، بمعنى جازاه المجازاة اللائقة به .
والمعنى : لقد جوزى الكفار بالجزاء المناسب لتهكمهم بالمؤمنين فى الدنيا ، فقد أنزلنا بهم ما يستحقونه من عقاب أليم ، جزاء وفاقا .
وجاء الجزاء بأسلوب الاستفهام ، لتأكيد هذا الجزاء ، حتى لكأن المخاطب هو الذى نطق بهذا الجزاء العادل الذى استحقه الكافرون . ولبيان أن عدالة الله - تعالى - تقتص من المعتدين مهما طالت بهم الحياة .
والتعبير بثوب - مع أنه أكثر ما يستعمل فى الخير - إنما هو من باب التهكم بهم ، كما فى قوله - تعالى - : { فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا من عباده المؤمنين الصادقين .
والقرآن يتوجه بالسخرية العالية مرة أخرى وهو يسأل :
( هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون ? ) .
أجل ! هل ثوبوا ? هل وجدوا ثواب ما فعلوا ? وهم لم يجدوا( الثواب )المعروف من الكلمة . فنحن نشهدهم اللحظة في الجحيم ! ولكنهم من غير شك لاقوا جزاء ما فعلوا . فهو ثوابهم إذن . وياللسخرية الكامنة في كلمة الثواب في هذا المقام !
ونقف لحظة أمام هذا المشهد الذي يطيل القرآن عرض مناظره وحركاته - مشهد سخرية الذين أجرموا من الذين آمنوا في الدنيا - كما أطال من قبل في عرض مشهد نعيم الأبرار وعرض مناظره ومناعمه . فنجد أن هذه الإطالة من الناحية التأثيرية فن عال في الأداء التعبيري ، كما أنه فن عال في العلاج الشعوري . فقد كانت القلة المسلمة في مكة تلاقي من عنت المشركين وأذاهم ما يفعل في النفس البشرية بعنف وعمق . وكان ربهم لا يتركهم بلا عون ، من تثبيته وتسريته وتأسيته .
وهذا التصوير المفصل لمواجعهم من أذى المشركين ، فيه بلسم لقلوبهم . فربهم هو الذي يصف هذه المواجع . فهو يراها ، وهو لا يهملها - وإن أمهل الكافرين حينا - وهذا وحده يكفي قلب المؤمن ويمسح على آلامه وجراحه . إن الله يرى كيف يسخر منهم الساخرون . وكيف يؤذيهم المجرمون . وكيف يتفكه بآلامهم ومواجعهم المتفكهون . وكيف لا يتلوم هؤلاء السفلة ولا يندمون ! إن ربهم يرى هذا كله . ويصفه في تنزيله . فهو إذن شيء في ميزانه . . . وهذا يكفي ! نعم هذا يكفي حين تستشعره القلوب المؤمنة مهما كانت مجروحة موجوعة .
ثم إن ربهم يسخر من المجرمين سخرية رفيعة عالية فيها تلميح موجع . قد لا تحسه قلوب المجرمين المطموسة المغطاة بالرين المطبق عليها من الذنوب . ولكن قلوب المؤمنين الحساسة المرهفة ، تحسه وتقدره ، وتستريح إليه وتستنيم !
ثم إن هذه القلوب المؤمنة تشهد حالها عند ربها ، ونعيمها في جناته ، وكرامتها في الملأ الأعلى . على حين تشهد حال أعدائها ومهانتهم في الملأ الأعلى وعذابهم في الجحيم ، مع الإهانة والترذيل . . تشهد هذا وذلك في تفصيل وفي تطويل . وهي تستشعر حالها وتتذوقه تذوق الواقع اليقين . وما من شك أن هذا التذوق يمسح على مرارة ما هي فيه من أذى وسخرية وقلة وضعف . وقد يبلغ في بعض القلوب أن تتبدل هذه المرارة فيها بالفعل حلاوة ، وهي تشهد هذه المشاهد في ذلك القول الكريم .
ومما يلاحظ أن هذا كان هو وحده التسلية الإلهية للمؤمنين المعذبين المألومين من وسائل المجرمين الخسيسة ، وأذاهم البالغ ، وسخريتهم اللئيمة . . الجنة للمؤمنين ، والجحيم للكافرين . وتبديل الحالين بين الدنيا والآخرة تمام التبديل . . وهذا كان وحده الذي وعد به النبي [ صلى الله عليه وسلم ] المبايعين له . وهم يبذلون الأموال والنفوس !
فأما النصر في الدنيا ، والغلب في الأرض ، فلم يكن أبدا في مكة يذكر في القرآن المكي في معرض التسرية والتثبيت . .
لقد كان القرآن ينشئ قلوبا يعدها لحمل الأمانة . وهذه القلوب كان يجب أن تكون من الصلابة والقوة والتجرد بحيث لا تتطلع - وهي تبذل كل شيء وتحتمل كل شيء - إلى شيء في هذه الأرض . ولا تنتظر إلا الآخرة . ولا ترجو إلا رضوان الله . قلوبا مستعدة لقطع رحلة الأرض كلها في نصب وشقاء وحرمان وعذاب وتضحية واحتمال ، بلا جزاء في هذه الأرض قريب . ولو كان هذا الجزاء هو انتصار الدعوة وغلبة الإسلام وظهور المسلمين !
حتى إذا وجدت هذه القلوب التي تعلم أن ليس أمامها في رحلة الأرض شيء إلا أن تعطي بلا مقابل . وأن تنتظر الآخرة وحدها موعدا للجزاء . وموعدا كذلك للفصل بين الحق والباطل . . حتى إذا وجدت هذه القلوب ، وعلم الله منها صدق نيتها على ما بايعت وعاهدت ، آتاها النصر في الأرض ، وائتمنها عليه . لا لنفسها . ولكن لتقوم بأمانة المنهج الإلهي وهي أهل لأداء الأمانة ، مذ كانت لم توعد بشيء من المغنم في الدنيا تتقاضاه ؛ ولم تتطلع إلى شيء من المغنم في الأرض تعطاه . وقد تجردت لله حقا يوم كانت لا تعلم لها جزاء إلا رضاه !
وكل الآيات التي ورد فيها ذكر للنصر في الدنيا جاءت في المدينة . بعد ذلك . وبعد أن أصبح هذا الأمر خارج برنامج المؤمن وانتظاره وتطلعه . وجاء النصر ذاته لأن مشيئة الله اقتضت أن تكون لهذا المنهج واقعية في الحياة الإنسانية تقرره في صورة عملية محددة ، تراها الأجيال . فلم يكن جزاء على التعب والنصب والتضحية والآلام . إنما كان قدرا من قدر الله تكمن وراءه حكمة نحاول رؤيتها الآن !
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
هل أثيب الكفار وجُزُوا ثواب ما كانوا في الدنيا يفعلون بالمؤمنين من سخريتهم منهم، وضحكهم بهم، بضحك المؤمنين منهم في الآخرة، والمؤمنون على الأرائك ينظرون، وهم في النار يعذّبون. و ثُوّب فعل من الثواب والجزاء، يقال منه: ثوّب فلان فلانا على صنيعه، وأثابه منه...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أي قد جوزي الكفار {ما كانوا يفعلون} فهم ينظرون كيف يعاقبون؟ ثم القول: أن كيف احتملت أنفسهم النظر إلى الكفار بما هم فيه من التعذيب؟ والمرء إذا رأى أحدا في شدة العذاب لم يحتمل طبعه ذلك، وينغص عليه العيش. فجائز أن يكون الله تعالى أنشأهم على خلقة، لا تقبل المكاره، ولا تجدها، بل تنال اللذات كلها والمسار، أو ارتفع عنهم المكروه لبلوغ العداوة بينهم وبين أهل النار غايتها. وكذلك يرى المرء في الشاهد إذا عادى إنسانا، واشتدت العداوة في ما بينهما، ثم رآه يعذب بألوان العذاب، لم يثقل عليه ذلك، بل أحب أن يزاد منه. ثم جائز أن يرفع إليهم أهل النار إذا اشتاقوا النظر إليهم، فيروهم، أو يجعل في بصرهم من القوة ما ينتهي إلى ذلك المكان...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
وإنما قال (هل ثوب) لأن الثواب في أصل اللغة الجزاء الذي يرجع على العامل بعمله، وإن كان الجزاء بالنعيم على الأعمال في العرف، يقال: ثاب الماء يثوب ثوبا إذا رجع، وثاب اليه عقله إذا رجع. ومنه التثاؤب. وقال قوم: يقول المؤمنون بعضهم لبعض: هل جوزي الكفار ما كانوا يفعلون سرورا بما ينزل بهم. ويجوز أن يكون ذلك من قول الله أو قول الملائكة للمؤمنين تنبيها لهم على أنه جوزي الكفار على كفرهم وسخريتهم بالمؤمنين وهزئهم، بأنواع العذاب ليزدادوا بذلك سرورا إلى سرورهم...
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :
ومعنى الاستفهام ها هنا: التقرير...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
و {هل ثُوِّب الكفار}؟ تقرير وتوقيف لمحمد عليه السلام وأمته...
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :
أي: هل جوزوا من جنس عملهم؟ فكما ضحكوا في الدنيا من المؤمنين ورموهم بالضلال، ضحك المؤمنون منهم في الآخرة، ورأوهم في العذاب والنكال، الذي هو عقوبة الغي والضلال. نعم، ثوبوا ما كانوا يفعلون، عدلًا من الله وحكمة، والله عليم حكيم...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
والقرآن يتوجه بالسخرية العالية مرة أخرى وهو يسأل: (هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون؟). أجل! هل ثوبوا؟ هل وجدوا ثواب ما فعلوا؟ وهم لم يجدوا (الثواب) المعروف من الكلمة. فنحن نشهدهم اللحظة في الجحيم! ولكنهم من غير شك لاقوا جزاء ما فعلوا. فهو ثوابهم إذن. وياللسخرية الكامنة في كلمة الثواب في هذا المقام!...
ونقف لحظة أمام هذا المشهد الذي يطيل القرآن عرض مناظره وحركاته -مشهد سخرية الذين أجرموا من الذين آمنوا في الدنيا- كما أطال من قبل في عرض مشهد نعيم الأبرار وعرض مناظره ومناعمه. فنجد أن هذه الإطالة من الناحية التأثيرية فن عال في الأداء التعبيري، كما أنه فن عال في العلاج الشعوري. فقد كانت القلة المسلمة في مكة تلاقي من عنت المشركين وأذاهم ما يفعل في النفس البشرية بعنف وعمق. وكان ربهم لا يتركهم بلا عون، من تثبيته وتسريته وتأسيته. وهذا التصوير المفصل لمواجعهم من أذى المشركين، فيه بلسم لقلوبهم. فربهم هو الذي يصف هذه المواجع. فهو يراها، وهو لا يهملها -وإن أمهل الكافرين حينا- وهذا وحده يكفي قلب المؤمن ويمسح على آلامه وجراحه. إن الله يرى كيف يسخر منهم الساخرون. وكيف يؤذيهم المجرمون. وكيف يتفكه بآلامهم ومواجعهم المتفكهون. وكيف لا يتلوم هؤلاء السفلة ولا يندمون! إن ربهم يرى هذا كله. ويصفه في تنزيله. فهو إذن شيء في ميزانه...
وهذا كان وحده الذي وعد به النبي [صلى الله عليه وسلم] المبايعين له. وهم يبذلون الأموال والنفوس! فأما النصر في الدنيا، والغلب في الأرض، فلم يكن أبدا في مكة يذكر في القرآن المكي في معرض التسرية والتثبيت.. لقد كان القرآن ينشئ قلوبا يعدها لحمل الأمانة. وهذه القلوب كان يجب أن تكون من الصلابة والقوة والتجرد بحيث لا تتطلع -وهي تبذل كل شيء وتحتمل كل شيء- إلى شيء في هذه الأرض. ولا تنتظر إلا الآخرة. ولا ترجو إلا رضوان الله. قلوبا مستعدة لقطع رحلة الأرض كلها في نصب وشقاء وحرمان وعذاب وتضحية واحتمال، بلا جزاء في هذه الأرض قريب. ولو كان هذا الجزاء هو انتصار الدعوة وغلبة الإسلام وظهور المسلمين! حتى إذا وجدت هذه القلوب التي تعلم أن ليس أمامها في رحلة الأرض شيء إلا أن تعطي بلا مقابل. وأن تنتظر الآخرة وحدها موعدا للجزاء. وموعدا كذلك للفصل بين الحق والباطل.. حتى إذا وجدت هذه القلوب، وعلم الله منها صدق نيتها على ما بايعت وعاهدت، آتاها النصر في الأرض، وائتمنها عليه. لا لنفسها. ولكن لتقوم بأمانة المنهج الإلهي وهي أهل لأداء الأمانة، مذ كانت لم توعد بشيء من المغنم في الدنيا تتقاضاه؛ ولم تتطلع إلى شيء من المغنم في الأرض تعطاه. وقد تجردت لله حقا يوم كانت لا تعلم لها جزاء إلا رضاه! وكل الآيات التي ورد فيها ذكر للنصر في الدنيا جاءت في المدينة. بعد ذلك. وبعد أن أصبح هذا الأمر خارج برنامج المؤمن وانتظاره وتطلعه. وجاء النصر ذاته لأن مشيئة الله اقتضت أن تكون لهذا المنهج واقعية في الحياة الإنسانية تقرره في صورة عملية محددة، تراها الأجيال. فلم يكن جزاء على التعب والنصب والتضحية والآلام. إنما كان قدرا من قدر الله تكمن وراءه حكمة نحاول رؤيتها الآن!...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والاستفهام ب {هل} تقريري وتعجيب من عدم إِفلاتهم منه بعد دهور. والاستفهام من قبيل الطلب فهو من أنواع الخطاب. والخطاب بهذا الاستفهام موجه إلى غير معيّن بل إلى كل من يسمع ذلك النداء يوم القيامة. وهذا من مقول القول المحذوف. و {ثُوِّب} أعطِيَ الثوابَ، يقال: ثَوَّبَهُ كما يقال: أثابه، إذا أعطاه ثواباً. والثواب: هو ما يجازى به من الخير على فعل محمود وهو حقيقته كما في « الصحاح»، وهو ظاهر « الأساس» ولذلك فاستعماله في جزاء الشر هنا استعارة تهكمية. وهذا هو التحقيق وهو الذي صرح به الراغب في آخر كلامه إذ قال: إنه يستعمل في جزاء الخير والشر. أراد أنه يستعار لجزاء الشر بكثرة فلا بد من علاقة وقرينة وهي هنا قوله: {الكفار ما كانوا يفعلون}... ومن قبيل قوله تعالى: {فبشرهم بعذاب أليم} [الانشقاق: 24]... وليس الجزاء هو ما كانوا يفعلونه بل عبر عنه بهذه الصلة لمعادلته شدَّةَ جرمهم على طريقة التشبيه البليغ، أو على حذف مضاف تقديره: مثلَ، ويجوز أن يكون على نزع الخافض وهو باء السببية، أي بما كانوا يفعلون.
التيسير في أحاديث التفسير للمكي الناصري 1415 هـ :
الوجه الأول: أن مجازاة الكفار على معاملتهم للمسلمين، بالتنقيص من قدرهم، والاستهزاء بهم – وهي موضوع السؤال- قد تولاها الحق سبحانه بنفسه، وسيعاقبهم "يوم الفصل " بما يستحقون.
الوجه الثاني: أن يكون السؤال واردا بمعناه الأصلي، إشارة إلى أن معاملة الكفار للمسلمين يجب أن يرد عليها المسلمون بالمثل، فيفرضوا احترامهم على الغير، ولا يسمحوا للغير بأن يجعلهم محل استهزاء أو سخرية، وذلك لا يتم تحقيقه إلا بالتزام الوصايا الإلهية والتوجيهات الإسلامية في معاملة غير المسلمين...
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
وهكذا نرى هذا المشهد الذي تتحرك فيه السخرية في اتجاهين؛ في موقف الدنيا وفي موقف الآخرة، ففي الدنيا يقف المجرمون الذين يتحركون في خط الجريمة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية ليواجهوا المؤمنين الذين يتحركون في خط الدعوة إلى الله من أجل أن يخلّصوا الناس من الإجرام بكل ألوانه، ليسخروا منهم، وليثيروا الضحكات المستهزئة على أوضاعهم وكلماتهم وطريقتهم في العمل والعبادة، فكل شيءٍ يصدر منهم يرون فيه مادّةً للغمز واللمز، حتى الأشياء التي لا توحي بأيّ شيءٍ من ذلك. إنّها العقلية المنحطّة، والمزاج السخيف، والعقدة الخبيثة... إنها العقلية التي تبتدع الكلمة الضاحكة من الكلمة الجادّة، والحركة الساخرة من الحركة الواعية الخاشعة في عبادة الله والمجاهدة في سبيله، والغمزة اللاذعة من الإشارة الواعية المليئة بالتهذيب. أما في الآخرة فتتبدّل الصورة،، فإذا بهؤلاء المؤمنين يصبحون في الموقع الكبير، في ما يرفع الله به عباده المؤمنين إلى الدرجات العالية، ويصبح أولئك المجرمون في الدرجات السفلى. وينطلق المجرمون إلى النار في ذلتهم وانكسارهم ليثيروا سخرية المؤمنين بهم وضحكهم عليهم، في ما يمثل عمق المعنى في السخرية، لأنهم تركوا هذا النعيم الكبير المتمثل في الجنة، ليستبدلوا به الجحيم اللاهب المتمثل في النار من دون أساس، فأيّة سخريةٍ أكثر لذعاً من هذا الواقع الذي يجسد للإنسان نظرته الساخرة إلى نفسه وإلى حركته قبل أن ينظر الآخرون إليه بهذه النظرة...