الآية 36 : كان قوله تعالى : { هل ثوب الكفار } أي قد جوزي الكفار { ما كانوا يفعلون } فهم ينظرون كيف يعاقبون ؟
ثم القول : أن كيف احتملت أنفسهم النظر إلى الكفار بما هم فيه من التعذيب ؟ والمرء إذا رأى أحدا في شدة العذاب لم يحتمل طبعه ذلك ، وينغص عليه العيش .
فجائز أن يكون الله تعالى أنشأهم على خلقة ، لا تقبل المكاره ، ولا تجدها ، بل تنال اللذات كلها والمسار ، أو ارتفع عنهم المكروه لبلوغ العداوة بينهم وبين أهل النار غايتها .
وكذلك يرى المرء في الشاهد إذا عادى إنسانا ، واشتدت العداوة في ما بينهما ، ثم رآه يعذب بألوان العذاب ، لم يثقل عليه ذلك ، بل أحب أن يزاد منه .
ثم جائز أن يرفع إليهم أهل النار إذا اشتاقوا النظر إليهم ، فيروهم{[23330]} ، أو يجعل في بصرهم من القوة ما ينتهي إلى ذلك المكان .
ثم ذكر بعضهم أن هذه السورة مكية ، ومنهم من ذكر أنها نزلت بين مكة والمدينة ، وهي مكية ، ومنهم من ذكر [ أنها في ]{[23331]} أولها مدنية وآخرها مكية [ والله أعلم بالصواب ]{[23332]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.