النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{هَلۡ ثُوِّبَ ٱلۡكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ} (36)

{ هل ثوِّب الكفارُ ما كانوا يَفْعَلونَ } هذا سؤال المؤمنين في الجنة عن الكفار حين فارقوهم ، وفيه تأويلان :

أحدهما : معناه هل أثيب الكفار ما كانوا يعلمون في الكفر ، قاله قتادة .

الثاني : هل جوزي الكفار على ما كانوا يفعلون ، قاله مجاهد .

فيكون " ثُوِّب " مأخوذاً من إعطاء الثواب .

ويحتمل تأويلاً ثالثاً : أن يكون معناه هل رجع الكفار في الآخرة عن تكذيبهم في الدنيا على وجه التوبيخ ، ويكون مأخوذاً من المثابِ الذي هو الرجوع ، لا من الثواب الذي هو الجزاء ، كما قال تعالى : { وإذا جعَلْنا البيتَ مثابةً للناس } أي مرجعاً .

ويحتمل تأويلاً رابعاً : هل رجع من عذاب الكفار على ما كانوا يفعلون ، لأنهم قد علموا أنهم عذبوا ، وجاز أن يظنوا في كرم الله أنهم قد رحموا .