هل ثوب : التثويب والإثابة : المجازاة ، يقال : ثوّبه وأثابه ، إذا جازاه ، أي : هل جوزي الكفار وأثيبوا على فعلهم ؟
36- هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون .
هل جوزي الكفار على ما كانوا يفعلون بالمؤمنين في الدنيا ؟ والجواب : نعم ، لقد جوزي الكفار بالجزاء المناسب ، لتهكّمهم بالمؤمنين في الدنيا ، فقد نزل بهم ما يستحقون من عقاب أليم ، جزاء وفاقا .
ويظل هذا الاستفهام التقريري هو آخر ما يرنّ في الأذن ، كأنه يقول : إن عدالة الله تقتص من المعتدين مهما طالت بهم الحياة .
وثوّب مثل أثاب-بمعنى جازى- يقع في الخير وفي الشر ، وإن كان قد غلب عليه الثواب في الخير ، لكنه ورد هنا من باب التهكم بالمعتدين ، مثل قوله تعالى : فبشّرهم بعذاب أليم . ( التوبة : 34 ) .
وقوله تعالى : هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون .
أي : جوزي الكفار على ما كانوا يقابلونه به المؤمنين من الاستهزاء والسخرية أم لا ؟
يعني : قد جوزوا أوفر الجزاء وأتمّه وأكملهix .
وفي معنى الآيات ورد قوله تعالى : إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين* فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون* إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون . ( المؤمنون : 109-111 ) .
i قال الترمذي : حسن صحيح ، وللحديث روايات أخرى بألفاظ قريبة في المعنى .
ii تفسير المراغي للأستاذ أحمد مصطفى المراغي ، ط 3 ، مصطفى البابي الحلبي ، 30/82 .
iii تفسير جزء عم ، للأستاذ محمد عبده ، الطبعة السادسة مطابع الشعب ، ص37 .
رواه البخاري في الجهاد ( 3043 ) ومسلم في الجهاد ( 1768 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد –هو ابن معاذ- بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قريبا منه فجاء على حمار ، فلما دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قوموا إلى سيدكم ) . فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : ( إن هؤلاء نزلوا على حكمك ) ، قال : فإني أحكم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى الذرية ، قال : ( لقد حكمت فيهم بحكم الملك ) .
v من أحب أن يمثل له الرجال قياما :
رواه أبو داود في الأدب ( 5229 ) والترمذي في الأدب ( 2755 ) عن أبي مجلز قال : خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير فقال معاوية لابن عامر : اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من أحب أن يمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار ) .
vi تفسير المراغي للأستاذ أحمد مصطفى المراغي المجلد العاشر الجزء 30 ص 75 الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .
vii تفسير القرطبي وبه مزيد من القول في ذلك الموضوع .
viii تفسير جزء عم للأستاذ الإمام محمدعبده ، دار الشعب ص 38 .
ix مختصر تفسير ابن كثير تحقيق محمد علي الصابوني المجلد الثالث ص 617 .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.