معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ} (17)

{ ثم كان من الذين آمنوا } ثم بين أن هذه القرب إنما ينفع مع الإيمان . وقيل : " ثم " بمعنى الواو ، { وتواصوا } أوصى بعضهم بعضاً ، { بالصبر } على فرائض الله وأوامره ، { وتواصوا بالمرحمة } برحمة الناس .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ} (17)

وقوله - تعالى - : { ثُمَّ كَانَ مِنَ الذين آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بالصبر وَتَوَاصَوْاْ بالمرحمة } معطوف على قوله - تعالى - قبل ذلك : { فَلاَ اقتحم العقبة . . . } .

و " ثم " هنا للتراخى الرتبى ، للدلالة على أن ما بعدها أصل لقبول ما قبلها .

والمعنى : هلا كان هذا الإِنسان ممن فكوا الرقاب ، وأطعموا لليتامى والمساكين . . ثم كان - فضلا عن كل ذلك - من الذين آمنوا بالله - تعالى - إيمانا حقا ، وممن أوصى بعضهم بعضا بفضيلة الصبر ، وفضيلة التراحم والتعاطف .

لقد كان من الواجب عليه . . لو كان عاقلا - أن يكون من المؤمنين الصادقين ، ولكنه لتعاسته وشقائه وغروره ، لم يكن كذلك ، لأنه لا هو اقتحم العقبة ، ولا هو آمن . .

وخص - سبحانه - من أوصاف المؤمنين تواصيهم بالصبر ، وتواصيهم بالمرحمة ، لأن هاتين الصفتين على رأس الصفات الفاضلة بعد الإِيمان بالله - تعالى - .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ} (17)

القول في تأويل قوله تعالى : { ثُمّ كَانَ مِنَ الّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِالصّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْمَرْحَمَةِ * أُوْلََئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَالّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * عَلَيْهِمْ نَارٌ مّؤْصَدَةُ } .

يقول تعالى ذكره : ثم كان هذا الذي قال : أهْلَكْتُ مالاً لُبَدا من الذين آمنوا بالله ورسوله ، فيؤمن معهم كما آمنوا وَتَواصَوْا بالصّبْرِ يقول : وممن أوصى بعضهم بعضا بالصبر على ما نابهم في ذات الله وَتَوَاصَوْا بِالمَرْحَمَةِ يقول : وأوصى بعضهم بعضا بالمرحمة ، كما :

حدثنا محمد بن سنان القزّاز ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن شبيب ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس وَتَوَاصَوْا بِالمَرْحَمَةِ قال : مَرْحَمة الناس .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ} (17)

ثم كان من الذين آمنوا عطفه على اقتحم أو فك ب ثم لتباعد الإيمان عن العتق والإطعام في الرتبة لاستقلاله واشتراط سائر الطاعات به وتواصوا وأوصي بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله وتواصوا بالمرحمة بالرحمة على عباده أو بموجبات رحمة الله تعالى .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ} (17)

وقوله تعالى : [ ثم كان ] معطوف على قوله تعالى : [ اقتحم ] ، ويتوجه فيه معاني ( فلا اقتحم ) المذكورة من النفي والتحضيض والدعاء ، ورجح أبو عمرو بن العلاء قراءته [ فك رقبة ] بقوله تعالى [ ثم كان ] ، ومعنى [ ثم كان ] أي كان وقت اقتحامه للعقبة من الذين آمنوا وليس المعنى أنه يقتحم ثم يكون بعد ذلك ، لأن الاقتحام كان يقع من غير مؤمن وذلك غير نافع .

وقوله تعالى [ وتواصوا بالصبر ] معناه : على طاعة الله تعالى وبلائه وقضائه ، وعن الشهوات والمعاصي . و [ المرحمة ] قال ابن عباس رضي الله عنه : كل ما يؤدي إلى رحمة الله تعالى ، وقال آخرون : هو التراحم وعطف بعض الناس على بعض ، وفي ذلك قوام الناس ، ولو لم يتراحموا هلكوا .