فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ} (17)

{ ثُمَّ كَانَ مِنَ الذين ءامَنُواْ } عطف على المنفيّ بلا . وجاء بثم للدلالة على تراخي رتبة الإيمان ورفعة محله . وفيه دليل على أن هذه القرب إنما تنفع مع الإيمان ، وقيل المعنى : ثم كان من الذين آمنوا بأن هذا نافع لهم . وقيل المعنى : أنه أتى بهذه القرب لوجه الله . { وَتَوَاصَوْاْ بالصبر } معطوف على { آمنوا } أي أوصى بعضهم بعضاً بالصبر على طاعة الله ، وعن معاصيه ، وعلى ما أصابهم من البلايا والمصائب { وَتَوَاصَوْاْ بالمرحمة } أي بالرحمة على عباد الله فإنهم إذا فعلوا ذلك رحموا اليتيم والمسكين ، واستكثروا من فعل الخير بالصدقة ونحوها .

/خ20