ثم قال تعالى {[75914]} : ( ثم كان من الذين ءامنوا وتواصوا بالصبر ) {[75915]} .
قيل : " ثم " بمعنى " الواو " . والمعنى : وكان من الذين آمنوا [ بفعله ] {[75916]} هذه الخصال .
وقيل : " ثم " على بابها والمعنى : ثم ضم الإيمان إلى هذا الفعل الذي يفعله المسلم وغيره ، لأن فك الرقاب وإطعام الطعام شيء يفعله المشرك كما يفعله المسلم ، فإذا ضم الإيمان معه كان نافعا [ له ] {[75917]} وقيل : المعنى على هذا ، و " ثم " بمعنى الواو .
وقيل : المعنى : ثم كان من الذين يؤمنون أن [ هذا ] {[75918]} نافعهم عند الله {[75919]} [ ففعله ] {[75920]} إنما كان وهو مؤمن بالله ، ولم يفعله وهو غير مؤمن ثم آمن ، إنما فعله وهو مؤمن ثم ( آمن ) {[75921]} بعد فعله أنه نافعه {[75922]} ، " فثم " على بابه ، فتقديره ثم كان من الذين/ ءامنوا [ بنفع ] {[75923]} ما يفعلون من البر لهم عند الله . ( وتواصوا بالصبر ) أي : وتواصوا بالدوام على ذلك الفعل ( و ) {[75924]} على أنه نافعهم عند الله .
وقيل : بالصبر على ما نالهم {[75925]} في ذات الله {[75926]} .
وقال ( الفضيل ) {[75927]} : بالصبر عن معاصي الله وقيل : معنى {[75928]} ( ثم كان من الذين آمنوا ) ثم أخبرهم {[75929]} بهذا .
( ومعنى ) {[75930]} الكلام أنك تقول : " أحسنت إلى فلان ( وفعلت به ) {[75931]} ثم هو يذمني ، فليس إخبارك {[75932]} بذمه {[75933]} لك كان بعد قولك الآن ، إنما هو شيء كان قبل إخبارك الآن بما فعلت به من الإحسان ، فذمه لك وقع بعد إحسانك إليه و [ قبل " {[75934]} إخبارك الآن {[75935]} .
فالإيمان في الآية ثابت {[75936]} قبل فعله ما تقتحم {[75937]} به العقبة وإن كان الإخبار وقع عند بعد ذكر الاقتحام {[75938]} ، وقيل : معناه : ثم ثبت على الإيمان ففعله كان أولا {[75939]} ، وهو مؤمن ثم ثبت على الإيمان ولم يبدله {[75940]} .
وقوله : ( وتواصوا بالمرحمة ) قال ابن عباس : " بمرحمة {[75941]} الناس " {[75942]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.