تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ} (17)

الآية 17 : وقوله تعالى : { ثم كان من الذين آمنوا } فتأويله أنه لا ينفعه فك الرقبة ولا إطعام حتى يكون مؤمنا مع ذلك متواصيا بالصبر والرحمة . فإذا كان كذلك فحينئذ يجعل قاطعا للعقبة .

وجائز أن يكون الصبر أريد به الإيمان كقوله : { إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات } [ هو : 11 ] أي آمنوا .

والتواصي بالصبر والرحمة ، هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ إذ التواصي مأخوذ من الوصية ، وهذا يوجب أن يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في اعتقاد الإيمان .