بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡمَرۡحَمَةِ} (17)

{ ثُمَّ كَانَ مِنَ الذين آمَنُواْ } يعني : من صنع هذا الإحسان ، يكون مؤمناً ، لأنه لا يتقبل عملاً من الأعمال بغير إيمان . ويقال : معناه ثم يثبت على إيمانه . ثم قال : { وَتَوَاصَوْاْ بالصبر } يعني : تحاشوا أنفسهم بالصبر ، وتحاشوا بعضهم بعضاً بالصبر على طاعة الله تعالى ، وبالصبر على المكروهات ، لأنه روي في الخبر ، " أن الجنة حقت بالكاره " .

ثم قال تعالى : { وَتَوَاصَوْاْ بالمرحمة } يعني : تحاشوا بالتراحم بعضهم على بعض ، يعني : بالمرحمة على أنفسهم ، على غيرهم . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : «مَنْ يَرْحَمِ النَّاسَ ، يَرْحَمُهُ الله تَعَالَى » .