معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ ٱلۡيَقِينِ} (5)

{ كلا لو تعلمون علم اليقين } أي : علماً يقيناً ، فأضاف العلم إلى اليقين كقوله : { لهو حق اليقين }( الواقعة-95 ) وجواب لو محذوف ، أي : لو تعلمون يقيناً لشغلكم ما تعلمون عن التكاثر والتفاخر . قال قتادة : كنا نتحدث أن علم اليقين أن يعلم أن الله باعثه بعد الموت .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ ٱلۡيَقِينِ} (5)

ثم أضاف - سبحانه - إلى كل ما سبق من تحذيرات ، زواجر أخرى فقال : { كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليقين . لَتَرَوُنَّ الجحيم . ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ اليقين } .

وجواب " لو " محذوف لقصد التهويل ، و " اليقين " فعيل بمعنى مفعول ، وعلم اليقين هو العلم الجازم المطابق للواقع الذي لا شك فيه . والإِضافة فيه من إضافة الموصوف إلى الصفة ، أو من إضافة العام إلى الخاص .

أي : لو تعلمون - علما موثوقا به - سوء عاقبة انشغالكم عن ذكر الله - تعالى - وتكاثركم وتفاخركم بالأموال والأولاد ، لشغلكم هذا العلم اليقيني عما أنتم عليه من التشاغل والتكاثر .

فالمقصود بهذه الجملة الكريمة : الزيادة فى ردعهم ؛ لأنه من عادة الغافلين المكابرين أنك إذا ذكرتهم بالحق وبالرشاد . . زعموا أنهم ليسوا فى حاجة إلى هذا الإرشاد ؛ لأنهم أهل علم ومعرفة بالعواقب ، فكانت هذه الآية الكريمة بمثابة تنبيههم بأنهم ليسوا على شيء من العلم الصحيح ؛ لأنهم لو كانوا كذلك لما تفاخروا ، ولما تكاثروا .