السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ ٱلۡيَقِينِ} (5)

ولما كان هذا أمراً صادقاً أشار تعالى إلى أنه يكفي هذه الأمّة المرحومة التأكيد بمرّة واحدة ، فقال سبحانه مردّداً الأمر بين تأكيد الردع تالياً بالأداة الصالحة له ، ولأن يكون بمعنى حقاً كما يقوله أئمة القراءة . { كلا } أي : ليشتدّ ارتداعكم عن التكاثر ، فإنه أساس كل بلاء ، فإنكم { لو تعلمون } أي : أيها الكافرون { علم اليقين } أي : لو يقع لكم علم على وجه اليقين مرّة من الدهر لعلمتم ما بين أيديكم ، فلم يلهكم التكاثر ، ولضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون ، فحذف الجواب أخوف ليذهب الوهم معه كل مذهب ، ولا يجوز أن يكون .