فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ ٱلۡيَقِينِ} (5)

{ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليقين } أي لو تعلمون الأمر الذي أنتم صائرون إليه علماً يقيناً كعلمكم ما هو متيقن عندكم في الدنيا ، وجواب «لو » محذوف : أي لشغلكم ذلك عن التكاثر والتفاخر ، أو لفعلتم ما ينفعكم من الخير ، وتركتم ما لا ينفعكم مما أنتم فيه .

و{ كلا } في هذا الموضع الثالث للزجر ، والردع كالموضعين الأوّلين . وقال الفرّاء : هي بمعنى حقاً . وقيل : هي في المواضع الثلاثة بمعنى ألا . قال قتادة : اليقين هنا الموت ، وروي عنه أيضاً أنه قال : هو البعث . قال الأخفش : التقدير لو تعلمون علم اليقين ما ألهاكم .

/خ8