قوله { لو تعلمون علم اليقين } اتفقوا على أن جواب " لو " محذوف ؛ لأن قوله { ثم لتسألن } أمر واقع قطعاً ، فلو كان قوله { لترون } جواباً للشرط كانت الرؤية أمراً مشكوكاً فيه ، فيلزم المخالفة بين المعطوفات ، أو الشك فيما هو واقع قطعاً ، وكلاهما غير سديد ، ثم في تقدير الجواب وجوه : قال الأخفش : { لو تعلمون علم اليقين } ما ألهاكم التكاثر . وقال أبو مسلم : لو علمتم ما يجب عليكم وما خلقتم لأجله لاشتغلتم به . وقال أهل البيان : الأولى تقدير ما هو عام في كل شيء ، وهو لفعلتم ما لا يوصف ولا يكتنه كنهه ، ولكنكم ضلال جهلة . ومعنى { علم اليقين } علم يقين ، فأضيف الموصوف إلى الصفة ، نحو ولدار الآخرة . ويحتمل أن يكون اليقين هو الموت ، كقوله
{ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } [ الحجر :99 ] إن الشك حينئذ يزول والأحوال إلى اليقين تؤول ، والإنسان إذا علم ما يلقاه حين الموت وبعده لم يلهه التكاثر ، وإضافة العلم إلى بعض أنواعه جائزة ، كعلم الطب ، وعلم الحساب ، وفي الآية بعث للعلماء على أن يعملوا بعلمهم ، وإلا لم يكن بعد فوات إبان العمل سوى الحسرة والندامة . يروى أن ذا القرنين لما دخل الظلمات أمر من معه بأن يأخذوا من الخرز الذي كانت عنده ، فأخذ بعضهم وترك بعضهم ، فلما خرجوا من الظلمات وجدوا الخرز جواهر ، وكان للآخذين فرحاً وسروراً ، وللتاركين غماً وحسرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.