تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ ٱلۡيَقِينِ} (5)

الآية5 : وقوله تعالى : { كلا لو تعلمون علم اليقين } يعني بهذا - والله أعلم - إبطال ما كانوا عليه من الظنون والحسبان{[24016]}في هذه الدنيا .

ألا ترى إلى قوله تعالى : { ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا } ؟ ( الجاثية : 32 ) فإذا نزل بهم العذاب تحقق عندهم ، وعلموا علما يقينا . فقال بعضهم : { كلا سوف تعلمون } حين نزل بكم الموت { ثم كلا سوف تعلمون } في القبر . وكذلك روي عن علي رضي الله عنه أنه قال : كنا نشك في عذاب ( القبر ){[24017]} حتى نزلت هذه السورة .

وفيه وجه ثان ، وهو أنهم كانوا عند أنفسهم علماء ، وأنهم على حق ، ولكن الله تعالى بين لهم أن علمهم كان حسبانا .

ألا ترى إلى قوله تعالى : { وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } ( الكهف : 104 ) فيظهر لهم عند ذلك أن اليقين ما نزل بهم ، وأن الذي علموا لم يكن علم يقين ، بل كان شكا وحسبانا ؟


[24016]:في الأصل وم: والحساب.
[24017]:من م، ساقطة من الأصل