فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ ٱلۡيَقِينِ} (5)

{ كلا لو تعلمون علم اليقين } أي لو تعلمون الأمر الذي أنتم صائرون إليه علما يقينيا كعلمكم ما هو متيقن عندكم في الدنيا ، وجواب لو محذوف ، أي لشغلكم ذلك عن التكاثر والتفاخر ، أو لفعلتم ما ينفعكم من الخير ، وتركتم ما لا ينفعكم مما أنتم فيه .

وقال الأخفش : التقدير لو تعلمون علم اليقين ما ألهاكم ، و { كلا } في هذا الموضع الثالث للردع والزجر كالموضعين الأولين ، وقال الفراء : هي بمعنى حقا ، وقيل : هي في المواضع الثلاثة بمعنى ألا ، قاله ابن أبي حاتم ، قال قتادة : اليقين هنا الموت ، وعنه قال : هو البعث ، وعنه كنا نحدث أن علم اليقين أن يعلم أن الله باعثه بعد الموت .

وإضافة العلم إلى اليقين من إضافة الموصوف إلى صفته . وفي " السمين " : وعلم اليقين مصدر ، قيل : وأصله العلم اليقين ، وقيل : لا حاجة إلى ذلك ؛ لأن العلم يكون يقينا وغير يقين ، فأضيف إليه إضافة العام للخاص ، وهذا يدل على أن اليقين أخص .