قوله : { كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ } جواب «لَوْ » محذوف ، أي : لفعلتم ما لا يوصف .
وقيل : التقدير : لرجعتم عن كفركم .
قال ابن الخطيب{[60785]} : وجواب «لَوْ » محذوف ، وليس «لترونَّ » جوابها ؛ لأن هذا مثبت ، وجواب «لو » يكون منفياً ، ولأنه عطف عليه قوله : «ثُمَّ لتُسْألُنَّ » ، وهو مستقبل ، لا بد من وقوعه ، وحذف جواب «لَوْ » كثير .
قال الأخفش : التقدير : لو تعلمُون علم اليقين ما ألهاكم .
وقيل : لو تعلمون لماذا خلقتم لاشتغلتم ، وحذفُ الجواب أفخر ؛ لأنه يذهب الوهم معه كل مذهب ، قال تعالى : { لَوْ يَعْلَمُ الذين كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ } [ الأنبياء : 39 ] ، وقال تعالى : { وَلَوْ ترى إِذْ وُقِفُواْ على رَبِّهِمْ } [ الأنعام : 30 ] ، وأعاد «كلاَّ » ، وهو زجر وتنبيه ؛ لأنه عقب كل واحد بشيء آخر ، كأنه قال : لا تفعلُوا ، فإنكم تندمون ، لا تفعلوا ، فإنكم تستوجبون العقاب .
قيل : وأصله العلم اليقين ، فأضيف الموصوف إلى صفته .
وقيل : لا حاجة إلى ذلك ؛ لأن العلم يكون يقيناً وغير يقين ، فأضيف إليه إضافة العام للخاص ، وهذا يدل على أنَّ اليقينَ أخصُّ .
قال المفسِّرون : أضاف العلم إلى اليقين ، كقوله تعالى : { لَهُوَ حَقُّ اليقين } [ الواقعة : 95 ] ، قال قتادة : اليقين هنا : الموت{[60786]} .
وعنه أيضاً : البعث{[60787]} ؛ لأنه إذا جاء زال الشكُّ ، أي : لو تعلمون علم البعث أو الموت ، فعبر عن الموت باليقين ، كقولك : علم الطب ، وعلم الحساب ، والعلم من أشد البواعث على الفعل ، فإذا كان بحيث يمكن العمل ، كان تذكرة ، وموعظة ، وإن كان بعد فوات العمل كان حسرة ، وندامة ، وفيها تهديد عظيم للعلماء ، الذين لا يعملون بعلمهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.