معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ} (16)

ثم قال على البدل :{ ناصية كاذبة خاطئة } أي صاحبها كاذب خاطئ ، قال ابن عباس : " لما نهى أبو جهل الرسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة انتهره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو جهل : أتنتهرني ؟ فوالله لأملأن عليك هذا الوادي إن شئت خيلاً جرداً ورجالاً مرداً " .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ} (16)

ثم وصف ناصيته فقال { ناصية كاذبة خاطئة } وتأويلها صاحبها كاذب خاطىء .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ} (16)

ثم قال على البدل : { ناصية كاذبة خاطئة } أي ناصية أبي جهل كاذبة في قولها ، خاطئة في فعلها . والخاطئ معاقب مأخوذ . والمخطئ غير مأخوذ{[16219]} . ووصف الناصية بالكاذبة الخاطئة ، كوصف الوجوه بالنظر في قوله تعالى : " إلى ربها ناظرة " {[16220]} [ القيامة : 23 ] . وقيل : أي صاحبها كاذب خاطئ ، كما يقال : نهاره صائم ، وليله قائم ، أي هو صائم في نهاره ، ثم قائم في ليله .


[16219]:الخاطيء: من تعمد لما لا ينبغي، أي المقاصد للذنب. والمخطئ: من أراد الصواب فصار إلى غيره.
[16220]:آية 23 سورة القيامة.
 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ} (16)

{ ناصية كاذبة خاطئة } أبدل ناصية من الناصية ، ووصفها بالكذب والخطيئة تجوزا ، والكاذب الخاطئ في الحقيقة صاحبها ، والخاطئ الذي يفعل الذنب متعمدا ، والمخطئ الذي يفعله بغير قصد .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{نَاصِيَةٖ كَٰذِبَةٍ خَاطِئَةٖ} (16)

ولما كان من المعلوم أن من صار في القبضة على هذه الهيئة المهينة المزرية فهو هالك ، اغتنى به عن أن يقول : ولنسحبنه بها على وجهه إلى النار ، ووصفها بما يدل على ذلك فقال مبدلاً لأن البدل وصف بما قربه من المعرفة : { ناصية } أي عظيمة القبح { كاذبة } أي متعمدة للكذب { خاطئة * } فهي صادرة عنها الذنب من الكذب وغيره من غير تعمد ، فأغلب أحوالها على غير صواب تارة عن عمد وتارة عن غير عمد ، وما ذاك إلا لسوء جبلة صاحبها حتى كاد لا يصدر عنه فعل سديد ، ووصفها بما هو لصاحبها على الإسناد المجازي مبالغة في تكذيبه في أنه لا يقدر على منع المهتدي ، أو إذلاله ، أو شيء من أذاه ، إلا إن أذن له صاحب الأمر كله فيما يكون سبباً لزيادة رفعته ، وفي العدول عن الحقيقة ، كأن يقال : ناصية كاذب خاطىء ، بالإضافة إلى هذا المجاز ، من الجزالة والفخامة والجلالة ما لا يخفى .