أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرّٞ دَعَوۡاْ رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيۡهِ ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُم مِّنۡهُ رَحۡمَةً إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُم بِرَبِّهِمۡ يُشۡرِكُونَ} (33)

{ وإذا مس الناس ضر } شدة . { دعوا ربهم منيبين إليه } راجعين من دعاء غيره . { ثم إذا أذاقهم منه رحمة } خلاصا من تلك الشدة . { إذا فريق منهم بربهم يشركون } فاجأ فريق منهم بالإشراك بربهم الذي عافاهم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرّٞ دَعَوۡاْ رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيۡهِ ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُم مِّنۡهُ رَحۡمَةً إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُم بِرَبِّهِمۡ يُشۡرِكُونَ} (33)

هذا ابتداء إنحاء على عبدة الأصنام المشركين بالله عز وجل غيره بين الله تعالى لهم أنهم كسائر البشر في أنهم إذا مسهم { ضر دعوا الله } وتركوا الأصنام مطرحة ولهم في ذلك الوقت إنابة وخضوع ، ف { إذا أذاقهم } رحمته أي باشرهم أمره بها ، والذوق مستعار ، إذا طائفة تشرك به أصناماً ونحو هذا ، و { إذا } للمفاجأة فلذلك صلحت في جواب { إذا } الأولى بمنزلة الفاء وهذه الطائفة هي عبدة الأصنام .

قال الفقيه الإمام القاضي : ويحلق من هذه الألفاظ شيء للمؤمنين إذا جاءهم فرج بعد شدة فعلقوا ذلك بمخلوقين أو بحذق آرائهم وغير ذلك لأن فيه قلة شكر لله تعالى ، ويسمى تشريكاً مجازاً .