فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرّٞ دَعَوۡاْ رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيۡهِ ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُم مِّنۡهُ رَحۡمَةً إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُم بِرَبِّهِمۡ يُشۡرِكُونَ} (33)

{ وَإِذَا مَسَّ الناس ضُرٌّ } أي قحط وشدّة { دَعَوْاْ رَبَّهُمْ } أن يرفع ذلك عنهم واستغاثوا به { مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ } أي راجعين إليه ملتجئين به لا يعوّلون على غيره .

وقيل : مقبلين عليه بكل قلوبهم { ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مّنْهُ رَحْمَةً } بإجابة دعائهم ورفع تلك الشدائد عنهم { إِذَا فَرِيقٌ مّنْهُمْ بِرَبّهِمْ يُشْرِكُونَ } { إذا } هي الفجائية وقعت جواب الشرط لأنها كالفاء في إفادة التعقيب ، أي فاجأ فريق منهم الإشراك وهم الذين دعوه ، فخلصهم مما كانوا فيه . وهذا الكلام مسوق للتعجيب من أحوالهم وما صاروا عليه من الاعتراف بوحدانية الله سبحانه عند نزول الشدائد والرجوع إلى الشرك عند رفع ذلك عنهم .

/خ37