فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرّٞ دَعَوۡاْ رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيۡهِ ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُم مِّنۡهُ رَحۡمَةً إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُم بِرَبِّهِمۡ يُشۡرِكُونَ} (33)

{ وإذا مس الناس } أي : كفار مكة وغيرهم { ضر } أي قحط وشدة ، أو هزال ، أو مرض { دعوا ربهم } أن يرفع ذلك عنهم واستعانوا به { منيبين } أي راجعين ملتجئين { إليه } لا يعولون على غيره ، وقيل مقبلين عليه بكل قلوبهم .

{ ثم إذا أذاقهم منه رحمة } بإجابة دعائهم ، ورفع تلك الشدائد عنهم { إذا فريق منهم بربهم يشركون } إذا : هي الفجائية وقعت جوابا للشرط ؛ كأنها كالفاء في إفادة التعقيب ، أي : فاجأ فريق منهم بالإشراك ، وهم الذين دعوه فخلصهم مما كانوا فيه ، وهذا الكلام مسوق للتعجيب من أحوالهم ، وما صاروا عليه من الاعتراف بوحدانية الله سبحانه عند نزول الشدائد والرجوع إلى الشرك عند رفع ذلك عنهم ، وفيه مراعاة معنى لفظ الفريق وكذا في قوله .