أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي  
{وَإِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن دُبُرٖ فَكَذَبَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (27)

{ وإن كان قميصه قُدّ من دُبر فكذبت وهو من الصادقين } لأنه يدل على أنه تبعته فاجتذبت ثوبه فقدته . والشرطية محكية على إرادة القول أو على أن فعل الشهادة من القول ، وتسميتها لأنها أدت مؤادها والجمع بين إن وكان على تأويل أن يعلم أنه كان ونحوه ونظيره قولك : إن أحسنت إلى اليوم فقد أحسنت إليك من قبل ، فإن معناه أن تمنن علي بإحسانك أمنن عليك بإحساني لك السابق . وقرئ { من قبل } و{ من دبر } بالضم لأنهما قطعا عن الإضافة كقبل وبعد ، وبالفتح كأنهما جعلا علمين للجهتين فمنعا الصرف وبسكون العين .