فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِن كَانَ قَمِيصُهُۥ قُدَّ مِن دُبُرٖ فَكَذَبَتۡ وَهُوَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (27)

{ إن كان قميصه قد من قبل } أي من قدام فقال الشاهد هذه المقالة مستدلا على بيان صدق الصادق منهما وكذب الكاذب بأن قميص يوسف إن كان مقطوعا من قبل أي من جهة القبل { فصدقت } أي فقد صدقت بأنه أراد بها سوءا { وهو من الكاذبين } في قوله أنها راودته عن نفسه وقرئ من قبل بضم اللام وكذا من دبر قال الزجاج جعلاهما غايتين .

{ وإن كان قميصه قد من دبر } أي من ورائه { فكذبت } في دعواها عليه { وهو من الصادقين } في دعواه عليها ولا يخفى أن هاتين الجملتين الشرطيتين لا تلازم بين مقدميهما وتاليهما لا عقلا ولا عادة وليستا من الشهادة في شيء وإنما ذكرتا توسيعا للدائرة وإرخاء للعنان إلى جانب المرأة فليس هاهنا إلا مجرد إمارة غير مطردة إذ من الجائز أن يجذبه إليها وهو مقبل عليها فينقد القميص من دبر وأن تجذبه وهو مدبر عنها فينقد القميص من قبل .