أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا خَلَقۡنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتۡ أَيۡدِينَآ أَنۡعَٰمٗا فَهُمۡ لَهَا مَٰلِكُونَ} (71)

{ أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا } مما تولينا إحداثه ولم يقدر على إحداثه غيرنا ، وذكر الأيدي وإسناد العمل إليها استعارة تفيد مبالغة في الاختصاص ، والتفرد بالإحداث { أنعاما } خصها بالذكر لما فيها بدائع الفطرة وكثرة المنافع . { فهم لها مالكون } متملكون لها بتمليكنا إياها ، أو متمكنون من ضبطها والتصرف فيها بتسخيرنا إياها لهم قال :

أصبحت لا أحمل السلاح ولا *** أملك رأس البعير إن نفرا .