التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{ذَرۡهُمۡ يَأۡكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلۡهِهِمُ ٱلۡأَمَلُۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (3)

قوله تعالى { ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون }

قال الشيخ الشنقيطي : هدد الله تعالى الكفار في هذه الآية الكريمة بأمره نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتركهم يأكلون ويتمتعون فسوف يعلمون حقيقة ما يئول إليه الأمر من شدة تعذيبهم وإهانتهم وهددهم هذا النوع من التهديد في مواضع أخر كقوله : { قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار } وقوله : { كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون } .

قال البخاري : حدثنا صدقة بن الفضل ، أخبرنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان قال : حدثني أبي ، عن منذر ، عن ربيع بن خثيم ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : خطّ النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا ، وخط خطا في الوسط خارجا منه ، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال : هذا الإنسان ، وهذا أجله محيط به –أو قد أحاط به- وهذا الذي هو خارج أمله ، وهذه الخُطط الصغار الأعراض ، فإن أخطأه هذا نهشه هذا ، وإن أخطأه هذا نهشه هذا " .

( الصحيح11/239-241 ح6417 )ك الرقاق ، ب في الأمل وطوله ) . وقد ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري ( 11/237 ) بعض الرسوم ثم قال : فالإشارة بقوله : " هذا إنسان " إلى النقطة الداخلة ، وبقوله : " أجله محيط به " إلى المربع ، وبقوله : " وهذا الذي هو خارج أمله " إلى المستطيل المنفرد .