التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ} (9)

قوله تعالى { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون }

قال الشيخ الشنقيطي : بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أنه هو الذي أنزل القرآن العظيم وأنه حافظ له من أن يزاد فيه أو ينقص أو يتغير منه شيء أو يبدل ، وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله : { وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } وقوله : { لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه } إلى قوله : { ثم إن علينا بيانه } وهذا هو الصحيح في معنى هذه الآية أن الضمير في قوله : { وإنا له لحافظون } راجع إلى الذكر الذي هو القرآن .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله : { وإنا له لحافظون } قال : عندنا .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون } قال في آية أخرى : { لا يأتيه الباطل } والباطل : إبليس { من بين يديه ولا من خلفه } فأنزله الله ثم حفظه ، فلا يستطيع إبليس أن يزيد فيه باطلا ولا ينتقص منه حقا ، حفظه الله من ذلك .