تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ذَرۡهُمۡ يَأۡكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلۡهِهِمُ ٱلۡأَمَلُۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ} (3)

الآية 3 : وقوله تعالى : { ذرهم يأكلوا ويتمتعوا } هذا ليس على الأمر ، ولكن على التوعيد والتهديد وإبلاغ في الوعيد تأكيد كقوله : { اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير } ( فصت : 40 ) وهو على التوعيد لأنه{[9765]} قال : { إنه بما تعملون بصير } فعلى ذلك قوله : { ذرهم يأكلوا } وعيد لقوله : { فسوف يعلمون } ويشبه أن يكون { ذرهم } ولا تكافئهم بصنيعهم وشفقتك لهم ، أنك نصحت لهم ، وأشفقت ، لا أنك خنتهم ، أو يعلمون بما سخروا بكم ، وهزئوا .

وقوله تعالى : { ويلههم الأمل } الأمل : الطمع . اختلف فيه بوجوه :

أحدها{[9766]} : أي منعهم طمعهم أنهم وآباؤهم قد أصابوا الحق ، ذلك منعهم عن الإجابة والنظر في الآيات والحجج .

والثاني : تقديرهم بامتداد حياتهم لتبقى لهم الرئاسة والشرف ، ذلك الذي كان يمنعهم عن الإجابة والنظر في الآيات والحجج .

والثالث : يطمعون هلاك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويتمنون ذلك ، وانقطاع ملكه وأمره ، والعود إليهم ، فذلك الذي كان منعهم .

وفي حرف حفصة : { ذرهم } يخوضوا ، ويلعبوا ، { ويلههم الأمل } .

وقوله تعالى : { ذرهم يأكلوا ويتمتعوا } الآية في قوم علم الله أنهم لا يؤمنون . أيس رسوله من إيمانهم ، وهو كقوله : { ونذرهم في طغيانهم يعمهون } ( الأنعام : 110 ) .


[9765]:في الأصل وم: حيث.
[9766]:ساقطة من الأصل وم.