قوله تعالى { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين }
قال الحاكم : أخبرنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ علي بن الحسين ابن علي بن الجنيد ، ثنا أبو الشعثاء ، ثنا خالد بن نافع الأشعري عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من أهل القبلة من شاء الله قالوا : ما أغنى عنكم إسلامكم وقد صرتم معنا في النار . قالوا : كانت لنا ذنوب فأخذنا بها فسمع الله ما قالوا قال : فأمر بمن كان في النار من أهل القبلة فأخرجوا فيقول الكفار يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما أخرجوا قال وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { آلر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } مثقلة .
( المستدرك2/242-ك التفسير )وصححه ووافقه الذهبي ، وأخرجه أيضا ابن أبي عاصم في( السنة ح843 )من طريق أبي الشعثاء به ، وقال الألباني : حديث صحيح رجاله ثقات رجال مسلم غير خالد بن نافع ، وهو الأشعري من أولاد أبي موسى رضي الله عنه ، وفيه ضعف ، ثم ذكر شواهد تقويه ( ظلال الجنة عقب ح843و844 ) وله شاهد في تفسير الطبري بسند حسن عن ابن عباس ، وله شاهد آخر كما يلي :
قال ابن حبان : أخبرنا محمد بن الحسين بن مُكرم قال : حدثنا عبد الله ابن عمر بن أبان بن صالح قال : حدثنا أبو أسامة ، عن أبي روق قال : حدثنا صالح بن أبي طريف ، قال : قلت لأبي سعيد الخدري : أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } الحجر : 2 فقال : نعم ، سمعته يقول : " يخرج الله أناسا من المؤمنين من النار ما يأخذ نقمته منهم ، قال : لما أدخلهم الله النار مع المشركين ، قال المشركون : أليس كنتم تزعمون في الدنيا أنكم أولياء فما لكم معنا في النار ؟ فإذا سمع الله ذلك منهم ، أذن في الشفاعة ، فيتشفّع لهم الملائكة والنبيون حتى يُخرجوا بإذن الله ، فلما أخرجوا قالوا : يا ليتنا كنا مثلهم ، فتُدركنا الشفاعة فنخرج من النار ، فذلك قول الله جلّ وعلا { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } . قال فيسمّون في الجنة الجهنميين من أجل سواد في وجوههم ، فيقولون : ربّنا أذهب عنا هذا الاسم ، قال : فيأمرهم فيغتسلون في نهر في الجنة ، فيذهب ذلك منهم " .
( الإحسان16/457-458ح7432قال محققه : حديث صحيح . وله شواهد عدة منها : حديث أبي موسى الأشعري ، أخرجه الحاكم2/242 وصححه ووافقه الذهبي . ومنها : حديث جابر أخرجه النسائي في التفسير( ح291 ) وصحح إسناده السيوطي في الدر( 4/92 ) وحسن إسناده محقق تفسير النسائي ، عزاه الهيثمي للطبراني في الأوسط وقال : ورجاله رجال الصحيح غير بسام الصيرفي ، وهو ثقة ( مجمع البحرين4820 )وصحح إسناده الألباني ( ظلال الجنة ح844 ) . وينظر تخريجه وذكر شواهده مفصلا في حاشية الإحسان في الموضع المذكور ) .
قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } ذكر في هذه الآية الكريمة أن الكفار إذا عرفوا حقيقة الأمر تمنوا أنهم كانوا في دار الدنيا مسلمين ، وندموا على كفرهم وبين هذا المعنى في مواضع أخر كقوله : { ولو ترى إذا وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين } وقوله : { حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا يا حسرتنا على ما فرطنا فيها } الآية ، وقوله { ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا } إلى غير ذلك من الآيات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.